الخميس، 26 أبريل 2012

وبلا حظوظ




كـان لي قـصراً جـميلاً منذ عـامٍ أو يـزيد
حوله سوراً منيعاً كالسّياج عـلى القـطاع
إنّه قـلـباً رضـيعـاً يـشـبـه الطّـفـل الولـيـد
كان ذا قـلـباً وديعـاً باكـياً يرجـو الرّضاع
شـبّ من حولي سريعاً مضرماً ناراً تقـيد
رافـعـاً عـلـماً رفـيعـاً شاهـقاً في الإرتفاع
معـلـناً عـشـقـاً مذيعـاً جاهـراً فـيه سعـيد
حـرفـه حـرفـاً ضـلـيعـاً راقـياً فـيما يـذاع
لـيـس ذلاًّ بـل مطـيعـاً سـيـّـداً وله عـبـيـد
دائماً يبدو سميعـاً راهـبـاً في الإسـتـمـاع
فـوقـه تـاجـاً لميعـاً مثـلـما يهـوى .. أكيد
مبهـراً فـيهـم جـميعـاً أنّه يحـوي الشّعاع
محـسـناً فـيهم صنيعـاً لا يبادر بالـوعـيـد
حاكـماً وله ربـيـعـاً في مـياديـن الصـّراع
آخـذاً عـذراً شـفـيـعـاً إن أتى يـومـاً جديد
ناثراً فـيهم مشـيعـاً الخريف كـما الـوداع
صيفه وهـجـاً فضيعـاً إن بدى يوماً وحيد
سهـمه سـمـّاً نـقـيـعـاً فـيـه باعٌ بـل ذراع
ممطراً دوماً صقيعـاً إن أتى عصر الجليد
خصـمه البائدْ صريعاً ساقـطاً عنه القناع
حازماً دوماً مريعـاً مثـل صندوق الحـديد
راعـياً وله قـطـيعـاً صادقـاً شهـماً شجاع
إنـّه قـصـراً بـديـعـاً فـيـه أحـلامـي تـزيـد
لـيـس سهـلاً بل منيعـاً مثـل أزلام القطاع

الخميس، 5 أبريل 2012

آلآم الـشـّام




يظـنّ الـنـّاس أنـّي فـي سـعـادةْ
أفي أحـزانـي هـل أبـدو سـعـيـدْ
أكان الـبـؤس لـي دوماً عـبـادةْ
أم الخـالـقْ ونحـن لـه الـعـبـيـدْ
كـأنـّي الآن في حـلـقـي سـدادةْ
بهـا الأشـواك في وصـفٍ سديدْ
ويأتي الشـّؤم حـولي في زيادةْ
عـبـائـتـه الـسـّواد لـكـي يـزيــدْ
عـلى جـمـر المآسي لي وسادةْ
ولــولا الحـظّ هـل نـاري تـقـيـدْ
لجـام الصـّمت أسـباب الشّهادةْ
بلا صوتٍ لقـد نـطـق الـشـّهـيـدْ
مــن الآلآم صــرخــات الإبــادةْ
تـضـجّ بـهـا معـاقـل مـن يـبـيـدْ
وأقــوامـي تــعــجّ بـهــم بــلادةْ
بــلــيــدٌ نـائــمٌ فــوق الــبـلــيــدْ
وأخـلاق المـفـاسِـد في الـرِّيادةْ
كماءِ الحـمـضِ أو ماءِ الأسـيـدْ
تـزيـد الـطـّيــن بِـلاًّ لا صـــلادةْ
وآذانٌ بـهــا صُــبَّ الـصـَّــديـــدْ
عـنـيـدٌ زاد في الـملهـى عـنادةْ
يـعـانـد رأيـهـم شـعــبٌ عـنــيـدْ
أبى الإذلال مــن يـوم الـــولادةْ
كـما الـقـعـقـاع أو إبـن الـولـيـدْ
فـذا الـنـّجـار أو يهـوى الحِدادةْ
وذا الدّكـتـور أو ساعي البـريدْ
ومـنـهـم مـن لـه أعـلا شـهـادةْ
وشـرطـيٌّ .. وجـنـديٌّ عــمـيــدْ
هـم الأحـرار تـكـفـيـهـم قـــلادةْ
لـهـم عـزّ وصـدر مــن حــديــدْ
فـلا نـار الـسـّلاح ولا الجـمـادةْ
ولا الإيـران تـغـزوا مـن جـديـدْ
ولا حــزباً تـغـنـّى بـالـجــــلادةْ
وحـزب الكـلـبِ أيـضاً لا يـفـيـدْ
كـأذنــابٍ لـشـيــطـانِ الـوغــادةْ
وأوغــادٌ .. لـشـيــطانٍ مــريــدْ
عِـنـاق الـدُّبِّ لا تـعـني الـودادةْ
وأنـيـاب الأسود بـهـا الـوعـيـدْ
ألا ثـوروا عـلى تـلـك الـسـّيادةْ
كـبـركـانٍ تـفـجـّر فـي الـجـلـيـدْ
وأبـقـوا النّار في الأرجاء عادةْ
زوال الـظـّـلــمِ مـحـتــومٌ أكــيـدْ
دماء الطـُّهـر قـد سُكِـبـَتْ زِيادةْ
وربُّ النـّاس يـُمهـل من بـعـيـدْ
أيـا شـام الـكـرامـة والـسّـعـادةْ
سـيأتي الـنـّصر والحفل السعيدْ