الأحد، 25 ديسمبر 2011

مـحـارب الأحـزان




شكوتُ الحـزنَ في وضحِ الـنّهارْ
وإذ بـالحــزنِ يـشـكـو فـي مـرارْ
ســواد الـعــيـن يــبـدو لـي ظـلامٌ
وأمـّا الـدّمـع يـبــدو لـي غــــرارْ
ذهـبـتُ إلـى الـجــنــوبِ وإذ بـــهِ
لــه عــرشٌ وتـــاجٌ ذو وقــــــارْ
وسـرتُ إلى الـشـّمال لـكـي الـوذ
وإذ فــيهـا الـدّمـوع بـدت غِــزارْ
يـسـابـقــنـي إلـى الـيُـمـنـى لأنـّي
وجـدتُّ لــه قـلاعـاً فـي الـيـسـارْ
وفي لحـظاتِ يـأسٍ كـدتُّ أصـبـو
إلـى الأحــزانِ إذ جــاءَ الـقـــرارْ
عـزمـتُ عـلى التـّحـدي يا رفاقي
لأنَّ الــقــيــدَ قـــيــداً لا ســـــوارْ
أقـامرُ في رحى الأحـزانِ نـفـسي
لـعــلـّي قــد يـحـالـفـنـي الـقـِمـارْ
أزجُّ الـرّوح فـي الأخــطـارِ زجـّاً
أحـاربُ قـاصـداً هــذا الـشـّـعـــارْ
وفي شـغـفٍ سـللـتُ السّيف سلاًّ
بترتُ الطـّوقَ من هـولِ الحِـصارْ
ركـزتُ الـرُّمـحَ في كـبدِ الـمآسي
تـجـاهـدُ كي تـفــرّ مـن الـشـِّجـارْ
رشـقـتُ سِـهـامَ عـِـزّي فـي إِبـاءٍ
ولــمْ أرعـى إهـتـمـامـاً للـشـَّـرارْ
وإذْ بـالـنـَّـصــرِ آتٍ فــي بــهـــاءٍ
الا مــرحــا بــروحِ الإنـتــصـــارْ
شعـرتُ بـِلُـجـَّةِ الأحـزانِ تـجـثـوا
وفي عـيـنـيـهـا رمـز الإنـكـســارْ
تـُخــاطــبـنـي بــذلٍ بـعـــدَ كِــبْــرٍ
وتـرجـو أنْ أبـادِلـهــا الـحـِـــوارْ
ضحـكـتُ بضِحكتي المعهود فيها
إبــاءً بــعـــدَ عـــزّ وإفــتـِـخــــارْ
وقـلـتُ لـهـا أيــا أحــزان يـكـفـي
أتـيـتـي إلـى عـلـمٍ عـلــيــهِ نـــارْ
وراحَ الـحـزنُ يـحـبـو كـي يـفِــرّ
وفـي سـاحـاتـي أنـّى لـهُ الـفِـرارْ
لـقـد أصدرتُ حـُكـمي يا عـزيزي
أنـا القـاضي وأيـضـاً مُـسـتـشـارْ
الا فـالـتـغـــرب الأحـــزان عـنـّي
ولا تـُـبـقـــوا لــهـا أثــرٌ يـُـثــــارْ
أزيـلـوهـا عـن الأكـتـاف يـكــفـي
سـئـمـت السـّيـر فـي ذاك الـمدارْ
وعـنـوان القـصـيدة بات عـنـدي
وسـام الصـّـدر بـل رمـز الـكـبـار
رجـالٌ نحـنُ في وضـحِ الـنـَّهــار
وفـُــرســــانٌ إذا زارَ الـــمَــــرارْ

الثلاثاء، 6 ديسمبر 2011

أيــنــك !!


لا تـجــوري يـا مـلاكـي
أو تـسـيري في هـلاكي
إنـّـنــي أهـــواكِ حــقــًّـا
هـل أنـا حـقـًّا هــواكــي
هـا أنـا أعــلـو سـمـائي
أيـن أنــتِ فـي سـمـاكي
كـنـتُ يـومـاً في زماني
راكـضـاً أرجـو رضاكي
بـل ونـجـماً في فـضائي
سـاعــيـاً أرنـو فـضاكي
حـتىّ ملَّ الصّبر صبري
هـاربــاً مـنـّي وشـاكــي
تـاركــاً حـولـي الـبـلايـا
لاهــثـاتٌ فـي عــراكــي
زاد ذاك الـطــّـيـن بـــلّاً
مـذ رأونـي في حِـماكي
بـل وزادوا فـي لهـيـبي
أيـن لـي مـنهـم فـِكـاكي
وارتـوى مـنـّا الأعـادي
بـل وقـالـوا هــذا زاكـي
قـد أتـاني الحـزن جهراً
لا تــقـولـي قــد أتــاكـي
قـابعـاً عـنـدي وسـاكـن
ضـاحـكـاً فـوق الأراكي
نـافـثـاً تــلـك الـمـنــايــا
كـبـّلـتـنـي فـي حِـراكـي
هـذا دمـعـي بـات نـهـراً
أمــّا ذاك الـــودُّ بــاكــي
تـِلـك حـالـي يـا رفـاقـي
مـنـذ أن تـاهـت ملاكـي
إنّ لـي فـيــكــي رجــاء
لا تــردّي مـن رجـاكــي
أن تـعــودي لـي مـلاكـاً
وانشـلـيني مـن شـباكي
واحــتـوي قـلـبـي لأنـّي
فـي فـؤادي محـتـواكـي
واتركي بعـض الحوائج
أنـتـشـي مـنهـا شـذاكي
إنـّني أسـلـمـت نـفـسـي
عــلّ ربـّي إذْ هـــداكــي
أن تعـيدي نصف عقلي
واتـركـي الباقي معـاكي
كـي أعـيـش بـما تـبـقىّ
أو بــأن الـقـى هـلاكــي

الثلاثاء، 15 نوفمبر 2011

دمـعـي غـزيـر



إن كــانَ قـلـبــكِ ذا يغــيــرْ
فالقـلـب عـنـدي قـبـل غـارْ
أو كان يـسـعى كـي يـطـيـرْ
والـلـّـه إنّ الـقــلــب طــــارْ
كم كنتُ أخشى في المسـيرْ
دربــاً وعـشـقـاً فـيـه عــارْ
يـغـــزو عـلـيـنــا أو يـغـيـرْ
أو يــقــتـحــم ســـوراً ودارْ
يجثـو عـلى ظهـر السّـريـرْ
وبـلـحــظــةٍ يـشـعــلـه نــارْ
الـعــقــل يـغــدو كـالأسـيــرْ
والفـكـر يـشـكـو مـمّا صارْ
الـمـوت يحـظاه الـضـّـمـيـرْ
أو أن يـعـانـي الإحـتـضــارْ
خـبـرٌ عــظـيــمٌ أو حـقــيــرْ
في الّلـيـل أو وضح النـّهارْ
قـد حـوّلوا شعـري شـعـيـرْ
الــقــوه أرضــاً لـلـحــمــارْ
أمّا الـمـشـاعـر تـسـتـجـيـرْ
مـن ذا يـجـيـر ومـن يـجـارْ
مـولاتـي يـا بـدري المنـيـرْ
إنــّي أتــيــتـــك يــا مــنــارْ
بـرسـالـةٍ تـشـكـو الهـجـيـرْ
ومـدادهـا حـجــم الـبـحـــارْ
عـنـوانـهـا دمـعــي غــزيـرْ
حـارت وقـلـبـي فـيـهـا حارْ
الـسـّطـر فـيـهـا زمـهـريــرْ
ومـبـعـثـرٌ مـثــل الـحــجـارْ
ثارت حـروفـي لـمـا يـثـيـرْ
وغـدت زوابــعــهــا غـبـارْ
العـبرة في سـطري الأخـيرْ
مــولاتــي إنـّي شـهــريــارْ
إن كـان قـلـبـك ذا يـغـــيــرْ
فالقـلـب عـنـدي قـبـل غـارْ

الأحد، 2 أكتوبر 2011

إسـتـبــداد


هـا قـد رمـتـني فـي أخـاديـد العـذابْ
والـذّنــب أنـّي لا أريــد الإنـكــســـارْ
سـكـبـتْ مـداداً في تـفـاصـيل الكتابْ
وتـدافعـت بالعـنـف تـدعـوني جهـارْ
إمـّا بـأنْ تـرضى خـنـوعـاً كـالـكلابْ
أو فانصرف وأسلك سبيلاً أو مسـارْ
مسّ الحديث كـرامتي مثـل الشّهـابْ
إذ يـنطـلـق لا يـكـتـرث أيـن الـدّمـارْ
إن لـم أكـن ذئـبـاً فـطـعـمـاً لـلـذّئـابْ
أو أن أرى فـيـهـا دلـيـلاً كـالـمــنــارْ
حُكماً مريراً جـائـراً والـشـّعـر شـابْ
حـزنـاً عـظـيـمـاً نـادراً حجـم البحارْ
أكـبادنا قـد أصـبحـوا مثـل الـسّـرابْ
بـل إنـّهـم كـالـثـّلـج إذ يـُلـقـى بـنــارْ
عـجـبــاً لـهــا وكـأنـّهـا بـدرٌ وغــابْ
أُفـقي الرّحـيب ببعـدها يشكو المرارْ
إنــّي أظـــنّ بـأنــّه سـحــرٌ عـُـجــابْ
وبـأنــّه مـتـطــايــر مـثــل الـشـّــرارْ
هـا قـد أُسـرت بـقـلعةٍ من دون بابْ
مـتـقـوقـعٌ في مأسري مثـل السِّـوارْ
الـدّمع يا أهـلـي ويـا كـلّ الـصّـحـابْ
قـد يـنـسـكـب بالله هـل دمـعـي بعـارْ
التّضحـيات الحـقّ لا تهـوى الثـّوابْ
بـل إنّهـا كالصّخـر إن زاد الحـصـارْ
إنـّي طـُعـنـتُ بـخِـنـجـرٍ حـقـّاً أصـابْ
فـي رأسـهِ سـُمّـاً نـقـيـعـاً بـل وحـارْ
إنّي انتظـرتُ شـروقها بعـد الغـيـابْ
لـكـنـّهــا لــم تـكـتــرث بـالإنـتــظــارْ
أو أن تـكـون أمـيرةً بـيـن الـشِّـعـابْ
تأتي عـلى خـيـلٍ وفي يـدهـا القـرارْ
وتقـول فـي هـمـسـاتِ ودٍّ لا عـتـابْ
هـيّا معي نعـلوا عـلى ظـهر القـطارْ
لــكــنـّهـــا قــد بــادرتْ بـالإنـقـــلابْ
وبـدى طـموحـيَ بـائِـدا ًمـثـل الغـبارْ
شُـؤمٌ يـحـيـط بـعـالـمـي والإكـتـئـابْ
مـتـنــاثـرٌ ومـحـطـّم ٌبـعـد انـتـصــارْ
ها قـد شربتُ الهمَّ في هـيئةْ شـرابْ
والحزن بات رفيق دربي بـل شعـارْ
عَـلـماً جـميلاً أسـوداً فـوق الهضابْ
وجـمالـه إذ يـحـتــويــه الإحــمــرارْ
هـيـّا معـي يـا فـارسي خـير الشّبابْ
لا تبتئس ممّا جـرى أو مهـما صـارْ
أُنفـض غـبـار الذّل عـن تلك الرّقابْ
لا تكـترثْ من راجـمٍ رجـمَ الـحـجـارْ
حسبي إلاهي خالقي عـين الـصّوابْ
فاللّـيل لا يـبـقى إذا حـضـر الـنـّهـارْ
هـا قـد رمـتـني فـي أخـاديـد العـذابْ
والـذّنــب أنـّي لا أريــد الإنـكــســـارْ

الأربعاء، 21 سبتمبر 2011

أحباب ولكن





لا تـلفـظـيني كالبصاقْ أو تـطـلـبي منّي الـطـّلاقْ
إنـّي إشـتــريـتـكِ دائـمـاً والـودّ يـدعــو لـلـوفـاقْ
مـا بـال قـلـبـكِ شـاحـبـاً والـحـال دومـاً لا يـطـاقْ
هـل كـان ذنـبـيَ أنـّنـي شـهـمٌ ومـركـبـيَ الـبـراقْ
لا تــدّعــي أنـّـي فــقــيــرْ بـل وأنـّي كـالـمـعـــاقْ
إنّي أتـيـتـكِ سـاعـيـاً لـلـخـيـرِ مـن أرض العـراقْ
نـبـنـي مـعـاً قـصـر الأمـلْ بـفـنـائـه يحلو الرّواقْ
نجـري معـاً بين الزّهـورْ وبفرحةٍ نحيي السّـباقْ
وأكافئ القـلـب الحـنـون بـمـا يـقـال ومـا يـسـاقْ
وبـقـبـلـةٍ مـن ثـغـرهـا وبـروعـةٍ أيـضـاً عــنــاقْ
وظـنـنـتُ أنّ ربـاطــنـا يـحـلــو بـه ذاك الـمـــذاقْ
أو أنـّنـا فـي جَـمْـعِـنــا كـالـنـّـور مـنـه الإنـبـثــاقْ
لـكـنـّهـا بـدرٌ غـدى فـي أعـيـنـي مـثـل الـمـحـاقْ
تـدعـو بـأنْ أغـدو لهـا مـثـل الـعـدمْ بـعـد الفراقْ
ومـسـلـسـلٌ حـلـقـاتـه قـد تـنـتـهـي فـي الإنطلاقْ
لـكـنـّنـي مـثـل الأمـيــر بـروحــه نـبــذُ الـشّـقــاقْ
بـل فـارسٌ إذ مـا أتـى في سـاحـتـي كـلّ الـرّفـاقْ
لم الـتـفـت أبـداً لـمـنْ نـصـب الـمـكـائـد والـنّهاق
هل تعلمي معنى الـبصاقْ أن تطلبي منّي الطّلاق

الخميس، 8 سبتمبر 2011

بقايا روح



إنـّي أتـيـتــك سـاعــيـاً ومهـرولاً
مـع أنـّـني فـي غـمـرةِ الأحــزانْ
أنـتي الّتي بـدأتْ بهجـري مثـلـما
هجـرتْ طيور العشق بيتي الثّانْ
هـل تـذكـري يـوم اللـّقـاء بأمسنا
أم أنـّهـا فـي طـيـّـة الـنـّـســيـــانْ
ومـشـاعـرٌ وهـّاجـةٌ فـي وقـتـهـا
وعـواطـفٌ ثـارت كـمـا البـركـانْ
بـل إنـّـنـا فـي لحـظـةٍ محـمـومـةٍ
كـانـت دمـوعـي تـغـرق الـخـدّانْ
وكـأنـّهـا عـلـِمـت بهجـركِ قـبلما
عـلِم الـفـؤاد وصـار كـالـصـّـوّانْ
لا تعـتـبـي أبداً عـلى ما قد مضى
وتـفـائـلـي بـالـصـّـد والـهـجـرانْ
إنـّي مـسـكـت زمام قلبي مخلصاً
حـرّاً طـلـيـقـاً يـكـره الـسـّـجـّــانْ
قـسـمـاً بـآيـات الـمـودّة سـابـقــاً
لـن تـدخـلـي أرضي ولا البستانْ
والله لـن أعــــدل بــرأيـي إنـّـمــا
 أُشدد فؤادي وعد إلى الأحضانْ
ها قد بدى ما قـد بدى يا ويحهـا
كـــذبٌ وإفـــكٌ يـصـهــر الأبــدانْ
ولأنـّهـا ليسـت ملاكاً في السـّـمـا
قـدْ أظـهــرتْ عــشـقـاً لـه الـوانْ
إنـّي هـجـرتـكِ عـامـداً مـتـعـمـّـداً
يا من قـتـلـتي الـقـلـب بالـمجـّانْ
والله لــن آتــيــكِ سـعـــيــاً إنـّـمـا
أنـا راحـــلٌ فـي لـجـّـة الأحـــزانْ