كـان لي قـصراً جـميلاً منذ عـامٍ أو يـزيد
حوله سوراً منيعاً كالسّياج عـلى القـطاع
إنّه قـلـباً رضـيعـاً يـشـبـه الطّـفـل الولـيـد
كان ذا قـلـباً وديعـاً باكـياً يرجـو الرّضاع
شـبّ من حولي سريعاً مضرماً ناراً تقـيد
رافـعـاً عـلـماً رفـيعـاً شاهـقاً في الإرتفاع
معـلـناً عـشـقـاً مذيعـاً جاهـراً فـيه سعـيد
حـرفـه حـرفـاً ضـلـيعـاً راقـياً فـيما يـذاع
لـيـس ذلاًّ بـل مطـيعـاً سـيـّـداً وله عـبـيـد
دائماً يبدو سميعـاً راهـبـاً في الإسـتـمـاع
فـوقـه تـاجـاً لميعـاً مثـلـما يهـوى .. أكيد
مبهـراً فـيهـم جـميعـاً أنّه يحـوي الشّعاع
محـسـناً فـيهم صنيعـاً لا يبادر بالـوعـيـد
حاكـماً وله ربـيـعـاً في مـياديـن الصـّراع
آخـذاً عـذراً شـفـيـعـاً إن أتى يـومـاً جديد
ناثراً فـيهم مشـيعـاً الخريف كـما الـوداع
صيفه وهـجـاً فضيعـاً إن بدى يوماً وحيد
سهـمه سـمـّاً نـقـيـعـاً فـيـه باعٌ بـل ذراع
ممطراً دوماً صقيعـاً إن أتى عصر الجليد
خصـمه البائدْ صريعاً ساقـطاً عنه القناع
حازماً دوماً مريعـاً مثـل صندوق الحـديد
راعـياً وله قـطـيعـاً صادقـاً شهـماً شجاع
إنـّه قـصـراً بـديـعـاً فـيـه أحـلامـي تـزيـد
لـيـس سهـلاً بل منيعـاً مثـل أزلام القطاع