شكوتُ الحـزنَ في وضحِ الـنّهارْ
وإذ بـالحــزنِ يـشـكـو فـي مـرارْ
ســواد الـعــيـن يــبـدو لـي ظـلامٌ
وأمـّا الـدّمـع يـبــدو لـي غــــرارْ
ذهـبـتُ إلـى الـجــنــوبِ وإذ بـــهِ
لــه عــرشٌ وتـــاجٌ ذو وقــــــارْ
وسـرتُ إلى الـشـّمال لـكـي الـوذ
وإذ فــيهـا الـدّمـوع بـدت غِــزارْ
يـسـابـقــنـي إلـى الـيُـمـنـى لأنـّي
وجـدتُّ لــه قـلاعـاً فـي الـيـسـارْ
وفي لحـظاتِ يـأسٍ كـدتُّ أصـبـو
إلـى الأحــزانِ إذ جــاءَ الـقـــرارْ
عـزمـتُ عـلى التـّحـدي يا رفاقي
لأنَّ الــقــيــدَ قـــيــداً لا ســـــوارْ
أقـامرُ في رحى الأحـزانِ نـفـسي
لـعــلـّي قــد يـحـالـفـنـي الـقـِمـارْ
أزجُّ الـرّوح فـي الأخــطـارِ زجـّاً
أحـاربُ قـاصـداً هــذا الـشـّـعـــارْ
وفي شـغـفٍ سـللـتُ السّيف سلاًّ
بترتُ الطـّوقَ من هـولِ الحِـصارْ
ركـزتُ الـرُّمـحَ في كـبدِ الـمآسي
تـجـاهـدُ كي تـفــرّ مـن الـشـِّجـارْ
رشـقـتُ سِـهـامَ عـِـزّي فـي إِبـاءٍ
ولــمْ أرعـى إهـتـمـامـاً للـشـَّـرارْ
وإذْ بـالـنـَّـصــرِ آتٍ فــي بــهـــاءٍ
الا مــرحــا بــروحِ الإنـتــصـــارْ
شعـرتُ بـِلُـجـَّةِ الأحـزانِ تـجـثـوا
وفي عـيـنـيـهـا رمـز الإنـكـســارْ
تـُخــاطــبـنـي بــذلٍ بـعـــدَ كِــبْــرٍ
وتـرجـو أنْ أبـادِلـهــا الـحـِـــوارْ
ضحـكـتُ بضِحكتي المعهود فيها
إبــاءً بــعـــدَ عـــزّ وإفــتـِـخــــارْ
وقـلـتُ لـهـا أيــا أحــزان يـكـفـي
أتـيـتـي إلـى عـلـمٍ عـلــيــهِ نـــارْ
وراحَ الـحـزنُ يـحـبـو كـي يـفِــرّ
وفـي سـاحـاتـي أنـّى لـهُ الـفِـرارْ
لـقـد أصدرتُ حـُكـمي يا عـزيزي
أنـا القـاضي وأيـضـاً مُـسـتـشـارْ
الا فـالـتـغـــرب الأحـــزان عـنـّي
ولا تـُـبـقـــوا لــهـا أثــرٌ يـُـثــــارْ
أزيـلـوهـا عـن الأكـتـاف يـكــفـي
سـئـمـت السـّيـر فـي ذاك الـمدارْ
وعـنـوان القـصـيدة بات عـنـدي
وسـام الصـّـدر بـل رمـز الـكـبـار
رجـالٌ نحـنُ في وضـحِ الـنـَّهــار
وفـُــرســــانٌ إذا زارَ الـــمَــــرارْ