الأحد، 2 أكتوبر 2011

إسـتـبــداد


هـا قـد رمـتـني فـي أخـاديـد العـذابْ
والـذّنــب أنـّي لا أريــد الإنـكــســـارْ
سـكـبـتْ مـداداً في تـفـاصـيل الكتابْ
وتـدافعـت بالعـنـف تـدعـوني جهـارْ
إمـّا بـأنْ تـرضى خـنـوعـاً كـالـكلابْ
أو فانصرف وأسلك سبيلاً أو مسـارْ
مسّ الحديث كـرامتي مثـل الشّهـابْ
إذ يـنطـلـق لا يـكـتـرث أيـن الـدّمـارْ
إن لـم أكـن ذئـبـاً فـطـعـمـاً لـلـذّئـابْ
أو أن أرى فـيـهـا دلـيـلاً كـالـمــنــارْ
حُكماً مريراً جـائـراً والـشـّعـر شـابْ
حـزنـاً عـظـيـمـاً نـادراً حجـم البحارْ
أكـبادنا قـد أصـبحـوا مثـل الـسّـرابْ
بـل إنـّهـم كـالـثـّلـج إذ يـُلـقـى بـنــارْ
عـجـبــاً لـهــا وكـأنـّهـا بـدرٌ وغــابْ
أُفـقي الرّحـيب ببعـدها يشكو المرارْ
إنــّي أظـــنّ بـأنــّه سـحــرٌ عـُـجــابْ
وبـأنــّه مـتـطــايــر مـثــل الـشـّــرارْ
هـا قـد أُسـرت بـقـلعةٍ من دون بابْ
مـتـقـوقـعٌ في مأسري مثـل السِّـوارْ
الـدّمع يا أهـلـي ويـا كـلّ الـصّـحـابْ
قـد يـنـسـكـب بالله هـل دمـعـي بعـارْ
التّضحـيات الحـقّ لا تهـوى الثـّوابْ
بـل إنّهـا كالصّخـر إن زاد الحـصـارْ
إنـّي طـُعـنـتُ بـخِـنـجـرٍ حـقـّاً أصـابْ
فـي رأسـهِ سـُمّـاً نـقـيـعـاً بـل وحـارْ
إنّي انتظـرتُ شـروقها بعـد الغـيـابْ
لـكـنـّهــا لــم تـكـتــرث بـالإنـتــظــارْ
أو أن تـكـون أمـيرةً بـيـن الـشِّـعـابْ
تأتي عـلى خـيـلٍ وفي يـدهـا القـرارْ
وتقـول فـي هـمـسـاتِ ودٍّ لا عـتـابْ
هـيّا معي نعـلوا عـلى ظـهر القـطارْ
لــكــنـّهـــا قــد بــادرتْ بـالإنـقـــلابْ
وبـدى طـموحـيَ بـائِـدا ًمـثـل الغـبارْ
شُـؤمٌ يـحـيـط بـعـالـمـي والإكـتـئـابْ
مـتـنــاثـرٌ ومـحـطـّم ٌبـعـد انـتـصــارْ
ها قـد شربتُ الهمَّ في هـيئةْ شـرابْ
والحزن بات رفيق دربي بـل شعـارْ
عَـلـماً جـميلاً أسـوداً فـوق الهضابْ
وجـمالـه إذ يـحـتــويــه الإحــمــرارْ
هـيـّا معـي يـا فـارسي خـير الشّبابْ
لا تبتئس ممّا جـرى أو مهـما صـارْ
أُنفـض غـبـار الذّل عـن تلك الرّقابْ
لا تكـترثْ من راجـمٍ رجـمَ الـحـجـارْ
حسبي إلاهي خالقي عـين الـصّوابْ
فاللّـيل لا يـبـقى إذا حـضـر الـنـّهـارْ
هـا قـد رمـتـني فـي أخـاديـد العـذابْ
والـذّنــب أنـّي لا أريــد الإنـكــســـارْ